الثـقـافـة هِـي نبـض و عُـنـوان الـأمـم
ولـكُلّ شعـب ثقـافـة خـاصـة بـهِ تُـمثلُ عـاداتـه و مقومـاته ومبـادئـه ،
وهـي الـركيـزة التي تُـبنى عليـها عـاداتنا وتـقاليـدنـا ، اتسـمـت ثقـافتُـنا
العـربيـة الـإسـلاميـة في الـقرون الـماضيـة بتميُّـز و تـألق ملـحُوظيـن
بـحيث أرسـت مبـادئـها في مختـلف الأقـطار ، إلـى أن ســاد السُـكون عليـها
وغـفـت غفـوة عميـقـة لتُـفسح المـجال لـلثقافات الأخـرى في الـتقدُم
وإبـراز مـا لديـها مـن علـمِ و معـرفـة و أفكـار خـلاّقـة
فتأثـر العـرب بمـا جـاد بـه الـأجـانب فلـجؤوا إلـى التـقليـد و تـوقفُـوا عـن الـإبـداع الـذي
عهـدهُـم العـالم عليـه ، وبهـذا تـراجعـت ثقـافتنا الـعربية لتـُصبـح فـي مـؤخـرة الـركب
الثـقافـي
إنّ الـإنفـتاح على الثقـافات الأخـرى يُـعدُ أمـراً جيـداً فبـهذا يُـمكـن الإستفـادة إلـى مـا توصّـل إليـه الآخـرون ، واقتـباس كُـل مفيـدٍ و مهـم لنُـعييد إحيـاء ثقـافـة لـطالمـا شهِـد لـها التـاريـخ بالتـميز و النـجاحات ، لكـن شـاء القـدر أن تبـقى طيّ النسيـان في انتـظار أن يـأتي جيـلا واعـياً بمـدى أهميتها لينفُـض عـنها غبـار ضيـاع السـنين المـاضيـة .